هل خانت الجرأة العمدة العبدلاوي؟!.
محمد العمراني
اثار غياب البشير العبدلاوي، عمدة مدينة طنجة، ومعه جميع قيادات المصباح بالمدينة، الجمعة (31 ماي المنصرم)، عن اللقاء الذي عقده مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، لتقديم تقريره السنوي، الكثير من التساؤلات، خاصة وانهم كانوا حرصين أشد ما يكون الحرص على حضور هذا الموعد طيلة السنوات المنصرمة.
عزيز الجناتي، رئيس المرصد نفى عدم توجيه دعوة للعبدلاوي للحضور.
مؤكدا في تصريح له أنه وككل سنة جرى توجيه دعوة رسمية للعبدلاي للحضور، على غرار باقي المؤسسات الشريكة للمرصد.
وتفادى الجناتي التعليق عن الدوافع التي قد تكون سببا في غياب العبلاوي.
من جهته، خرج البشير العبدلاوي لتبرير غيابه، مؤكدا في تصريحات صحافية أن غيابه لم يكن متعمدا. وأوضح أن الأمر يعود بالأساس إلى عدم انتباهه للدعوة بسبب انشغالات التي تسبق عطلة عيد الفطر.
الذين يعرفون العبدلاوي جيدا، ومعه قادة المصباح، يؤكدون ان موعدا كهذا لا يمكن ان يغيب عن بالهم، وهم الذين يحسبون بالنقطة والفاصلة كل خطوة قد يقدمون عليها وما لها من عائد سياسي على التنظيم والجماعة، ولذلك فإن الدفع بعدم الانتباه لدعوة المرصد لن يصدقه عاقل.
المتابعون لخبايا المطبخ الداخلي لحزب العدالة والتنمية بطنجة يؤكدون ان العمدة وكبار مساعديه قرروا مقاطعة لقاء المرصد، لانهم لم يستسيغوا الموقف المتصلب للمرصد من ملف حدائق المندوبية، والذي اعتبروه إحراجا لهم، خاصة مع صدور البيان الشهير الذي وضع البيجيدي في عزلة قاتلة.
وعن الهجوم الذي تعرض له المرصد بتهمة تسيس اللقاء بتعمده إقصاء العبدلاوي واستدعاء العماري، فإنه لا يعدو ان يكون علاجا للصدمة التي أصابت العمدة العبدلاوي ومعه حزب المصباح بسبب حضور إلياس العماري، الذي لم يكن متوقعا بالمطلق، حيث كان رهان الاخوة بعدم حضورهم هو تحجيم لقاء المرصد، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب، وفاجأهم إلياس بالحضور، بل وسجل موقفا مساندا للحركة الاحتجاجية المناهضة لإعدام حدائق المندوبية، وهو ما أربكهم وزاد من وضع الملح على الجروح التي أصابتهم بسبب هذا الملف.
إن الشجاعة الأدبية والجرأة السياسية تقتضيان من العمدة العبدلاوي ان يقول الحقيقة كل الحقيقة بخصوص غيابه او بالأحرى مقاطعته، برفقة أبرز وجوه مصباح طنجة، للقاء المرصد. أما الاصرار على الاختباء وراء مبررات لن تقنع أحدا فإنها لن تزيد إلا في تآكل رصيد الشفافية والنزاهة والموضوعية التي كان يمتح منه مناضل من حجم البشير العبدلاوي.